ماذا يريد باسيل من حزب الله؟
لا يفوت رئيس تيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فرصة للتصويب على رئيس مجلس النواب نبيه برّي حليف حزب الله، ولا يمل باسيل من إخبار الحزب بضرورة وضع حدّ لـ برّي الذي لم يهادن باسيل ولا الرئيس عون منذ انتخاب الأخير عام 2016، حتى أصبح برّي بمثابة شبح يخيم على “العهد العوني”.
خلال اللقاءات التي تجمع باسيل مع قيادي حزب الله، غالباً ما يشتكي باسيل من الرئيس برّي، ويقدم جملة من البراهين التي تؤكد أنّ بري هو أكثر من يريد إفشال الرئيس ميشال عون، لذلك وبحسب باسيل، على حزب الله الإختيار بين التحالف مع التيار أو مع حركة أمل.
جواب حزب الله على شكاوى باسيل يمكن اختصارها بأن الحزب ليس بوارد فك تحالفه مع بري تحت أيّ ظرف من الظروف، بل العكس، إنّ ما يريده الثنائي هو تعزيز التحالف والتعاون في سبيل مصلحة الطائفة الشيعية والمقاومة، لذلك رأينا كيف لبى حزب الله رغبة بري بإسقاط طعن التيار عبر منع المجلس الدستوري من اتخاذ أيّ قرار.
رغم الحملات التي يشنها التيار الوطني الحر على حزب الله، تشير أوساط مقربة من الثنائي الشيعي إلى أنه من المعلوم أن الهدف الأسمى للرئيس ميشال عون وصهره باسيل هو تحصيل أكبر قدر ممكن من المكاسب ذات الطابع السلطوي السياسي والإداري، ويعتبر الرئيس ميشال عون ومن خلفه باسيل، بأنّ هذا الهدف يتحقق بالوصول إلى رئاسة الجمهورية، خصوصًا أن عون نجح في الوصول الى كرسي بعبدا عام 2016 عبر التسوية المعروفة، واليوم كل الإمكانات والقدرات لدى عون وفريقه وعلى رأسهم باسيل تستثمر في سبيل الوصول إلى رئاسة الجمهورية مرّة جديدة.
إن الهدف الأبرز هو تسوية رئاسية جديدة يرعاها حزب الله، تؤمن وصول باسيل إلى رئاسة الجمهورية، وهذا الأمر قد يكون ثمنه إلغاء الإنتخابات النيابية، لأنّ الوضع الشعبي للتيار الوطني الحر سيّء للغاية (بحسب جميع الاحصائيات)، وباسيل غير قادر على إعادة إنتاج حالة أو كتلة نيابية شبيهة بالتي حصدها في انتخابات عام 2018. عليه، فإنّه من الوارد أن يتم تطيير الانتخابات والذهاب نحو تسوية رئاسية يكون فيها إمّا باسيل رئيساً أو يتمّ التمديد عامين أو ثلاثة للرئيس ميشال عون، يتم خلال هذه الفترة إنضاج تسوية جبران باسيل.
واستغربت المصادر، توجّه التيار الوطني الحر إلى التصعيد بوجه حزب الله قبل أشهر قليلة من الانتخابات النيابية، وقد يكون هذا الخلاف المتوقع بين الحزب والتيار له غايات انتخابية تحسن وضع الوطني الحر في الشارع المسيحي تحديدًا، خصوصًا مع تخوّف قوى 8 آذار من التفاف المجتمعين الدولي والعربي حول رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع، وما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن جعجع يوم أمس الأحد هو خير دليل على الدور الكبير الذي يلعبه رئيس القوات، ما يدفع قوى الثامن من آذار إلى إيجاد تسوية تقضي على آمال جعجع بترأس البلاد، وتضمن بقاء كرسي الرئاسة محصورة بالفريق نفسه.